.... الحب هو سياسة المستقبل

الشعبوية سياسة ولكنها سياسة "جتابل" بدون مستقبل.

والخطاب المزدوج سياسة ولكنه كالكذب ايضا سياسة بدون مستقبل.
والذل والتزلف و"قلب الفيستة" هي أيضا سياسة ولكنها سياسة لا ماض لها ولا مستقبل. والمعارضة لأجل المعارضة كما الموالاة للمولاة....ماضيها كحاضرها...بدون مستقبل....
وأخلاق موازين القوى الوقتية...الجوع الذي ينقص الشرف...الشرف الذي يتساوى والمصلحة...كلها قيم بدون مستقبل....
ما هو المستقبل إذن؟ أن تكون أنت كما أنت...أن تشتم روائح المخاطرة والمعركة المقبلة فتقبلها...وتعرض صوتك وصدرك للريح والبرق...أن تؤمن...وتقول رأيك في كلام يرى رأيك نفسه فيه...ولا تخشى على نفسك غير نفسك...وتصمد حين تضعف...وتقوى حين تسقط...وتعلو بعد أن تهوي...أن تخلط بين اسم حبيبتك واسم تونس...وأن ترى العالم كله بغبار غرب البلاد وزرقة بحر شرقها...
المستقبل كله مرتهن بقرارك: لا تبع الحاضر أبدا ولا الماضي مهما كانت قسوة الأيام عليك....السياسة ليست في الواقع مصلحة أو خطابا أو مناورة أو تحليلا فقط.....السياسة في الأصل، إذا كان الوطن قلبها، هي عشق ينطلق من ذات الخاص لذوات العام...ينطبق عليها ما قال الحلاج:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا *****نحن روحان حللنا بدنا
أحبك تونس، بتجنيك وقسوتك، وأعرف أنك في الأخير ستكافئين الحب بالحب...وسيكون قمر...وتين..وصيف...وبحر...ومرجحة بين المقامات....
الحب هو سياسة المستقبل.....

Mohsen Marzouk